Sunday, August 21, 2011

ربما أعطاك الله فمنعك، وربما منعك فأعطاك


 

ربما أعطاك الله فمنعك، وربما منعك فأعطاك

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة ، ربما أعطاك الله فمنعك، وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء ، أحياناً تعاني ما تعاني و هذه المعاناة تدفعك إلى باب الله ، فأقبلت عليه ، رجوته ، دعوته ، استغفرته ، تبت إليه ، سعدت بقربه ، و هناك إنسان كل حاجاته مؤمنة ، بعيد عن الله ، بعيد عن المناجاة ، بعيد عن الإقبال ، بعيد عن الحب ، فهذا الذي يعيش في بحبوحة تفوق حدّ الخيال هو في جفوة ما بعدها جفوة ، وهذا الذي يعاني ما يعاني في قرب ما بعده قرب .
ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )) . [ مسلم عَنْ صُهَيْبٍ]
والقرءان المجيد حافل بالدلالة على هذه المعاني فسورة يوسف عليه السلام أظهرت أن منع سيدنا يوسف من البقاء بجوار والده كان عين العطاء له، كما أن سورة القصص حفلت بهذه المعاني حيث تصدرها ذكر عطاء هو في باطنه منع، وذكر منع هو في باطنه عطاء، فقال تعالى: طسم. تلك آيات الكتاب المبين. نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يومنون. إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبّح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين، ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الاَرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)سورة القصص(
فانظر كيف كان العطاء لفرعون منعا من رحمة الله، وكيف كان منع بني إسرائيل عين العطاء.
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك
اللهم لك الحمد على ما أعطيت وما منعت
اللهم لك الحمد على كل نعمة أنعمت بها علينا خاصة أو عامة ، سرا أو علانية
اللهم لك الحمد في السراء والضراء ولك الحمد في الشدة والرخاء
اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك
ولك الحمد على كل حال
الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره
الحمد لله الذي لا يخيب من دعاه ولا يقطع رجاء من رجاه