السلام عليكم ورحمة الله
قال الله تعالى
"إني أنا الله لا إله إلا أنا سبقت رحمتي غضبي فمن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فله الجنة"رواه الديلمي عن ابن عباس أنه أول شئ خطه الله في الكتاب الأول "إلي آخره
إننا سنتطرق إلي الرحمة أي رحمة الله عز وجل التي وسعت كل شئ لأننا إذا تطرقنا إلي الله جل في عُلاه سنكتب آلاف الكتب ولكن لا نستطيع أن نعطيه حقه جل في عُلاه ولكن ورد في بعض الكتب السماوية أن الله سبحانه قال بعد أن خلق الخلق :-
أنا الله لا إله إلا أنا ذو الرحمة الواسعة والأسماء الحسني .
أنا الله لا إله إلا أنا ذو العرش المجيد والأمثال العلا.
أنا الله لا إله إلا أنا ذو الطول والمن والآلاء والكبرياء .
أنا الله لا إله إلا أنا بديع السموات والأرض . ملأت كل شئ عظمتي.
وقهر كل شئ ملكي . وأحاطت بكل شئ قدرتي ، وأحصي كل شئ علمي ، ووسعت كل شئ رحمتي ، وبلغ كل شئ لطفي.
البيان والتوضيح:-
الرحمة في الأصل رقة في القلب تقتضي الاحسان والعطف والحنان فإذا وصف به الباري تباركت أسماؤه وتنزهت صفاته فلا يراد به الإحسان المجرد دون رقة لأنه هو الله سبحانه ولكن البشر يمكن أن يتصف بالإحسان تارة أو بالرقة تارة وعلي هذا فإن الرحمة إنعام وافضال ورحمة الله سبحانه في الدنيا لكافة البشر مؤمن أو كافر ولكن في الآخرة يكون رحيماً بالمؤمنين فالرحمن ذو الرحمة الواسعة فإنه لا تقتصر علي الطائعين فقط بل تمتد لتشمل ذريتهم من بعدهم تكريماً لهم وسكينة لأنفسهم وكتب الله عنده علي العرش (إن رحمتي سبقت غضبي)
والمعني أن الله سبحانه أخبر أنه الإله المنفرد بالألوهية وقد سبقت رحمته و إحسانه ولطفه غضبه وانتقامه ممن أساء لنفسه وخالف مولاه واتبع شيطانه وهواه وأن من شهد لله جل ذكره بالوحدانية المطلقة ولرسوله صلي الله عليه وسلم بالرسالة والعبودية فإن هذا علي كل مؤمن أن ينتبه أن الرحمة تكون لمن أطاع الله في السر والعلن أو تساوت أعماله وأفعاله سراً وعلانية ، أي هذا مقيد بمن واظب علي المأمورات واجتناب النواهي.
رحمة الله جل في عُلاه في القرآن الكريم جاءت في سبعين موضع أي كلمة الرحمة وأما الرحيم أو الرحمن وبشقيها فذلك كثير وكثير ولكننا نلحظ كلمة الرحمة أوحي الله تعالي إلينا بها ليثبت انه تعالي كتبها علي نفسه أي ألزم بها نفسه لعباده أي بإتمام وعده تعالي لهم فعلي سبيل المثال:-
**** جعل آيات كتابه هدي ورحمة للمحسنين فإنهم أصبحوا علي هداية من ربهم فبالتالي يكونون علي مرتبة الفلاح ذلك في قوله تعالي :-
"تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "لقمان2-5 وهو أنه سبحانه وتعالى جعل هذا القرآن هدى وشفاء ورحمة للمحسنين، وهم الذين أحسنوا العمل في اتباع الشريعة، فأقاموا الصلاة المفروضة بحدودها وأوقاتها، وما يتبعها من نوافل راتبة وغير راتبة، وآتوا الزكاة المفروضة عليهم إلى مستحقيها، ووصلوا أرحامهم وقر اباتهم، وأيقنوا بالجزاء في الدار الآخرة، فرغبوا إلى اللّه في ثواب ذلك، لم يراؤوا ولا أرادوا جزاء من الناس ولا شكوراً، فمن ذلك كذلك فهو من الذين قال اللّه تعالى: {أولئك على هدى من ربهم} أي على بصيرة وبينة ومنهج واضح جلي {وأولئك هم المفلحون} أي في الدنيا والآخرة ، فذلك من رحمة ربهم جل في عُلاه
****وكتب رب العالمين رحمته للمتقين وذلك في قوله تعالي:-
"وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ"الأعراف156 أي فسأحكم بها في الآخرة للذين يتقون الله بامتثال الأوامر واجتناب النواهي ، ومن أهمها الشرك وعظائم الذنوب ، ويؤدون الزكاة المفروضة عليهم لأهلها المستحقين ، والذين هم يصدقون بآياتنا ، ولا يكفرون بشيء منها.
****ومن رحمة الله تعالي أنه قال لرسوله الحبيب صلي الله عليه وسلم قل يا أيها النبي : يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم بالإفراط في المعاصي والإكثار منها في قوله تعالي:-
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"الزمر 53أي لا تيأسوا من مغفرة الله تعالي ما دام باب التوبة مفتوحاً ، إن الله يغفر الذنوب جميعاً عفواً منه إلا الشرك الذي لم يتب منه صاحبه ، إنه سبحانه الكثير المغفرة ، الواسع الرحمة.
**** وأيضاً رحمة رب العالمين وسعت كل شئ فهذا دعاء حملة العرش فهم أعلي فئات الملائكة وأولهم وجوداً ، ينزهون الله حامدين له نعمه ، قائلين : سبحان الله وبحمده ويؤمنون بالله وحده لا شريك له ، ويطلبون المغفرة للمؤمنين بالله تعالي في قوله تعالي:-
"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيم"ِ (7) أي رحمتك يا رب وسِعت كل شئ ووسع علمك كل شئ فاغفر للذين تابوا من الشرك والذنوب ، واتبعوا سبيلك دين الإسلام ، واحفظهم وأبعدهم من عذاب نار الجحيم.
و من التوسل أو الدعاء المشروع فهي : أ - التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى أو صفة من صفاته العليا : كأن يقول المسلم في دعائه :
اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم اللطيف الخبير أن تعافيني .
أو يقول :
أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني وتغفر لي .
ومثله قول القائل : اللهم إني أسألك بحبك لمحمد صلى الله عليه وسلم . . فإن الحب من صفاته تعالى . ودليل مشروعية هذا التوسل قوله عز وجل : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } [ الأعراف : 180 ] . والمعنى : ادعوا الله تعالى متوسلين إليه بأسمائه الحسنى . ولا شك أن صفاته العليا عز وجل داخلة في هذا
علمنا رسولنا الحبيب صلي الله عليه وسلم
إذا أصبحنا وإذا أمسينا
" يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" .
وكان إذا حزبه أمر قال يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث
استعان بالحي،القيوم أي أن:-
قال الله تعالى : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) وقال سبحانه ( آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) وقال عز وجل (وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما)ً .وهما من أسماء الله الحسنى ، والحي القيوم جمعهما في غاية المناسبة كما جمعهما الله في عدة مواضع في كتابه ، وذلك أنهما محتويان على جميع صفات الكمال ، فالحي هو كامل الحياة ، وذلك يتضمن جميع الصفات الذاتية لله كالعلم والعزة والقدرة والإرادة والعظمة والكبرياء وغيرها من صفات الذات المقدسة والقيوم هو كامل القيومية وله معنيان :
1ـ هو الذي قام بنفسه ، وعظمة صفاته واستغنى عن جميع مخلوقاته .
2ـ وقامت به الأرض والسماوات وما فيهما من المخلوقات ، فهو الذي أوجدها وأمدها وأعدها لكل ما فيه بقاؤها وصلاحها وقيامها ، فهو الغني عنها من كل وجه وهي التي افتقرت إليه من كل وجه ، فالحي والقيوم من له صفة كل كمال وهو الفعال لما يريد .
برحمتك:- ولأن أسماءه الحسنى سبحانه وصفاته له خصت به تبارك وتعالى . ومن ذلك ما ذكره الله تعالى من دعاء سليمان عليه السلام حيث قال : { قال : وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } [ النمل : 19 ] أي ألهمنا أن نشكر نعمته التي منَّ بها علينا وعلى والدي بالإسلام لك، والإيمان به تعالي {وأن أعمل صالحا ترضاه} أي عملاً يُحبُه ويرضاه، {وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} أي إذا توفيتني فألحقني بالصالحين من عبادك، والرفيق الأعلى من أوليائك.. فهذه هي رحمة رب العالمين أن يعلمنا بدعائه أن ندخل في رحمته تعالي.
الاستغاثة بالله عز وجل تكون نتيجتها أو ثمارها منه تعالي أي الاستجابة محققة بالقطع أي يقيناً في أي من الأحوال من غم أو هم أو مُسألة أن نقوم بالدعاء باليقين القلبي بالله عز وجل ندعوه مخلصين وبصدق إيماني فنناديه بالحي القيوم ودعوه برحمته تعالي فبالطبع الاستغاثة به سبحانه بعد ذلك لنا كرم منه تعالي كبير كما أوحي إلينا بالقرآن الكريم في سورة الأنفال أي ثمار أو فوائد الاستغاثة فإنه هو المغيث المستجيب أي مجيب المضطر إذا دعاه ففي قوله تعالي:-
"إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ "الأنفال(12)
نأخذ من هذه الآيات الأسرار والأنوار التي علمنا رب العالمين بأن بها أشرا قات بمنته جل في عُلاه علينا بعد أن نستغيث به سبحانه فبفضله يمن علينا جل في عُلاه
قال الله تعالى
"إني أنا الله لا إله إلا أنا سبقت رحمتي غضبي فمن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فله الجنة"رواه الديلمي عن ابن عباس أنه أول شئ خطه الله في الكتاب الأول "إلي آخره
إننا سنتطرق إلي الرحمة أي رحمة الله عز وجل التي وسعت كل شئ لأننا إذا تطرقنا إلي الله جل في عُلاه سنكتب آلاف الكتب ولكن لا نستطيع أن نعطيه حقه جل في عُلاه ولكن ورد في بعض الكتب السماوية أن الله سبحانه قال بعد أن خلق الخلق :-
أنا الله لا إله إلا أنا ذو الرحمة الواسعة والأسماء الحسني .
أنا الله لا إله إلا أنا ذو العرش المجيد والأمثال العلا.
أنا الله لا إله إلا أنا ذو الطول والمن والآلاء والكبرياء .
أنا الله لا إله إلا أنا بديع السموات والأرض . ملأت كل شئ عظمتي.
وقهر كل شئ ملكي . وأحاطت بكل شئ قدرتي ، وأحصي كل شئ علمي ، ووسعت كل شئ رحمتي ، وبلغ كل شئ لطفي.
البيان والتوضيح:-
الرحمة في الأصل رقة في القلب تقتضي الاحسان والعطف والحنان فإذا وصف به الباري تباركت أسماؤه وتنزهت صفاته فلا يراد به الإحسان المجرد دون رقة لأنه هو الله سبحانه ولكن البشر يمكن أن يتصف بالإحسان تارة أو بالرقة تارة وعلي هذا فإن الرحمة إنعام وافضال ورحمة الله سبحانه في الدنيا لكافة البشر مؤمن أو كافر ولكن في الآخرة يكون رحيماً بالمؤمنين فالرحمن ذو الرحمة الواسعة فإنه لا تقتصر علي الطائعين فقط بل تمتد لتشمل ذريتهم من بعدهم تكريماً لهم وسكينة لأنفسهم وكتب الله عنده علي العرش (إن رحمتي سبقت غضبي)
والمعني أن الله سبحانه أخبر أنه الإله المنفرد بالألوهية وقد سبقت رحمته و إحسانه ولطفه غضبه وانتقامه ممن أساء لنفسه وخالف مولاه واتبع شيطانه وهواه وأن من شهد لله جل ذكره بالوحدانية المطلقة ولرسوله صلي الله عليه وسلم بالرسالة والعبودية فإن هذا علي كل مؤمن أن ينتبه أن الرحمة تكون لمن أطاع الله في السر والعلن أو تساوت أعماله وأفعاله سراً وعلانية ، أي هذا مقيد بمن واظب علي المأمورات واجتناب النواهي.
رحمة الله جل في عُلاه في القرآن الكريم جاءت في سبعين موضع أي كلمة الرحمة وأما الرحيم أو الرحمن وبشقيها فذلك كثير وكثير ولكننا نلحظ كلمة الرحمة أوحي الله تعالي إلينا بها ليثبت انه تعالي كتبها علي نفسه أي ألزم بها نفسه لعباده أي بإتمام وعده تعالي لهم فعلي سبيل المثال:-
**** جعل آيات كتابه هدي ورحمة للمحسنين فإنهم أصبحوا علي هداية من ربهم فبالتالي يكونون علي مرتبة الفلاح ذلك في قوله تعالي :-
"تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "لقمان2-5 وهو أنه سبحانه وتعالى جعل هذا القرآن هدى وشفاء ورحمة للمحسنين، وهم الذين أحسنوا العمل في اتباع الشريعة، فأقاموا الصلاة المفروضة بحدودها وأوقاتها، وما يتبعها من نوافل راتبة وغير راتبة، وآتوا الزكاة المفروضة عليهم إلى مستحقيها، ووصلوا أرحامهم وقر اباتهم، وأيقنوا بالجزاء في الدار الآخرة، فرغبوا إلى اللّه في ثواب ذلك، لم يراؤوا ولا أرادوا جزاء من الناس ولا شكوراً، فمن ذلك كذلك فهو من الذين قال اللّه تعالى: {أولئك على هدى من ربهم} أي على بصيرة وبينة ومنهج واضح جلي {وأولئك هم المفلحون} أي في الدنيا والآخرة ، فذلك من رحمة ربهم جل في عُلاه
****وكتب رب العالمين رحمته للمتقين وذلك في قوله تعالي:-
"وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ"الأعراف156 أي فسأحكم بها في الآخرة للذين يتقون الله بامتثال الأوامر واجتناب النواهي ، ومن أهمها الشرك وعظائم الذنوب ، ويؤدون الزكاة المفروضة عليهم لأهلها المستحقين ، والذين هم يصدقون بآياتنا ، ولا يكفرون بشيء منها.
****ومن رحمة الله تعالي أنه قال لرسوله الحبيب صلي الله عليه وسلم قل يا أيها النبي : يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم بالإفراط في المعاصي والإكثار منها في قوله تعالي:-
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"الزمر 53أي لا تيأسوا من مغفرة الله تعالي ما دام باب التوبة مفتوحاً ، إن الله يغفر الذنوب جميعاً عفواً منه إلا الشرك الذي لم يتب منه صاحبه ، إنه سبحانه الكثير المغفرة ، الواسع الرحمة.
**** وأيضاً رحمة رب العالمين وسعت كل شئ فهذا دعاء حملة العرش فهم أعلي فئات الملائكة وأولهم وجوداً ، ينزهون الله حامدين له نعمه ، قائلين : سبحان الله وبحمده ويؤمنون بالله وحده لا شريك له ، ويطلبون المغفرة للمؤمنين بالله تعالي في قوله تعالي:-
"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيم"ِ (7) أي رحمتك يا رب وسِعت كل شئ ووسع علمك كل شئ فاغفر للذين تابوا من الشرك والذنوب ، واتبعوا سبيلك دين الإسلام ، واحفظهم وأبعدهم من عذاب نار الجحيم.
و من التوسل أو الدعاء المشروع فهي : أ - التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى أو صفة من صفاته العليا : كأن يقول المسلم في دعائه :
اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم اللطيف الخبير أن تعافيني .
أو يقول :
أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني وتغفر لي .
ومثله قول القائل : اللهم إني أسألك بحبك لمحمد صلى الله عليه وسلم . . فإن الحب من صفاته تعالى . ودليل مشروعية هذا التوسل قوله عز وجل : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } [ الأعراف : 180 ] . والمعنى : ادعوا الله تعالى متوسلين إليه بأسمائه الحسنى . ولا شك أن صفاته العليا عز وجل داخلة في هذا
علمنا رسولنا الحبيب صلي الله عليه وسلم
إذا أصبحنا وإذا أمسينا
" يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" .
وكان إذا حزبه أمر قال يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث
استعان بالحي،القيوم أي أن:-
قال الله تعالى : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) وقال سبحانه ( آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) وقال عز وجل (وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما)ً .وهما من أسماء الله الحسنى ، والحي القيوم جمعهما في غاية المناسبة كما جمعهما الله في عدة مواضع في كتابه ، وذلك أنهما محتويان على جميع صفات الكمال ، فالحي هو كامل الحياة ، وذلك يتضمن جميع الصفات الذاتية لله كالعلم والعزة والقدرة والإرادة والعظمة والكبرياء وغيرها من صفات الذات المقدسة والقيوم هو كامل القيومية وله معنيان :
1ـ هو الذي قام بنفسه ، وعظمة صفاته واستغنى عن جميع مخلوقاته .
2ـ وقامت به الأرض والسماوات وما فيهما من المخلوقات ، فهو الذي أوجدها وأمدها وأعدها لكل ما فيه بقاؤها وصلاحها وقيامها ، فهو الغني عنها من كل وجه وهي التي افتقرت إليه من كل وجه ، فالحي والقيوم من له صفة كل كمال وهو الفعال لما يريد .
برحمتك:- ولأن أسماءه الحسنى سبحانه وصفاته له خصت به تبارك وتعالى . ومن ذلك ما ذكره الله تعالى من دعاء سليمان عليه السلام حيث قال : { قال : وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } [ النمل : 19 ] أي ألهمنا أن نشكر نعمته التي منَّ بها علينا وعلى والدي بالإسلام لك، والإيمان به تعالي {وأن أعمل صالحا ترضاه} أي عملاً يُحبُه ويرضاه، {وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} أي إذا توفيتني فألحقني بالصالحين من عبادك، والرفيق الأعلى من أوليائك.. فهذه هي رحمة رب العالمين أن يعلمنا بدعائه أن ندخل في رحمته تعالي.
الاستغاثة بالله عز وجل تكون نتيجتها أو ثمارها منه تعالي أي الاستجابة محققة بالقطع أي يقيناً في أي من الأحوال من غم أو هم أو مُسألة أن نقوم بالدعاء باليقين القلبي بالله عز وجل ندعوه مخلصين وبصدق إيماني فنناديه بالحي القيوم ودعوه برحمته تعالي فبالطبع الاستغاثة به سبحانه بعد ذلك لنا كرم منه تعالي كبير كما أوحي إلينا بالقرآن الكريم في سورة الأنفال أي ثمار أو فوائد الاستغاثة فإنه هو المغيث المستجيب أي مجيب المضطر إذا دعاه ففي قوله تعالي:-
"إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ "الأنفال(12)
نأخذ من هذه الآيات الأسرار والأنوار التي علمنا رب العالمين بأن بها أشرا قات بمنته جل في عُلاه علينا بعد أن نستغيث به سبحانه فبفضله يمن علينا جل في عُلاه
from : http://hashish.hooxs.com/