Friday, January 20, 2012

من خصال المسلم الوفاء

من خصال المسلم الوفاء

بسم الله الرحمن الرحيم

الوفاء : الإخلاص ، لا غدر ولا خيانة ، البذل والعطاء ، ومحافظة على العهد ، والبذل والعطاء والتضحية والصبر .

وقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعقود .
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) سورة المائدة1.

الوفاء من الأخلاق الكريمة، والخلال الحميدة، وهو صفة من صفات النفوس الشريفة، يعظم في العيون، وتصدق فيه خطرات الظنون.
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " ولا دين لمن لا عهد له".

قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) سورة المائدة 1.

قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) سورة الصف2، 3.

الوفاء قيمة عظيمة قدَّرها عرب الجاهلية، وقد أقرَّهم الإسلام على ذلك، والعجيب أن ذلك في الناس قليل وبسبب قلته فيهم قال الله تعالى (وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ) سورة الأعراف102.


أنواع الوفاء:

· الوفاءبالوعد.
· الوفاء بالعهد.
· الوفاء بالعقْد.

ويكون الوفاء لله، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، والوفاء للناس.


إن الحديث عن الوفاء مع الناس حديث ذو شجون؛ فكم من الناس وعَدَ ثم أخلف،و عاهد ثم غدر.

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأوفياء ، كان وفيًّاحتى مع الكفار، فحين رجع من الطائف حزينًا مهمومًا بسبب إعراض أهلها عن دعوته، وماألحقوه به من أذى ، لم يشأ أن يدخل مكة كما غادرها، إنما فضل أن يدخل في جوار بعضرجالها، فقبل المطعم بن عدي أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في جواره، فجمعقبيلته ولبسوا دروعهم وأخذوا سلاحهم وأعلن المطعم أن محمدًا في جواره، ودخل النبيصلى الله عليه وسلم الحرم وطاف بالكعبة، وصلى ركعتين، ثم هاجر وكون دولة فيالمدينة، وهزم المشركين في بدر ووقع في الأسر عدد لا بأس به من المشركين؛ فقالالنبي صلى الله عليه وسلم : “لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنىلتركتهم له".


والرجل المشرك الذي أتى لمفاوضة الرسول صلى الله عليه وسلم قبلالحديبية، وهوعروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه ، الذي أسلم فيما بعد ، لقدقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني لأرى وجوهًا وأرى أوباشًا من الناس خلقًا أنيفروا ويدَعوك، فقال له أبو بكر: امصص بظر اللات، نحن نفر عنه وندعه؟!! فقال عروة: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال عروة: أما والذي نفسي بيده لولا يدٌ كانت لك عندي لمأجزك بها لأجبتك.


قال صلى اللهعليه وسلم “اضمنوا لي ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفواإذا وعدتم، وأدُّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكُفُّواأيديكم".

قال صلى الله عليه وسلم" آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان".



الوفاء بالعهود من أعظم أخلاق أهلالإيمان.


لقد فتحالمسلمون كثيرًا من بلاد الشام، ودعوا أهل حمص، وكانوا نصارى إلى الإسلام، فأبواوقبلوا الجزية، وفي مقابل دفعهم الجزية يلتزم المسلمون حمايتهم والدفاع عنهم، ولكنالرومان أعادوا ترتيب صفوفهم لحرب المسلمين فطُلب من الجيش الإسلامي الذي كان فيحمص أن يخرج منها للانضمام إلى بقية الجيش في غيرها من بلاد الشام، لقد قامالمسلمون برد الأموال التي سبق لهم قبضها من النصارى، فتعجب أهل حمص وسألواالمسلمين: لماذا رددتم لنا أموال الجزية؟ فأجابهم المسلمون بأنهم غير قادرين علىحمايتهم، وهم إنما أخذوا هذه الأموال بشرط حماية هؤلاء النصارى، وطالما أنهم لايستطيعون الوفاء بالشرط فيجب أن يردوا الأموال. هنا استشعر أهل حمص عظمة هذا الدين،وكمال وسمو أخلاق أهله، فدخلوا في دين الله، وبقيت قوات المسلمين معهم تدفع عن أهل حمص أذى الرومان.

http://www.alboraq.info/showthread.php?t=123664&page=1